شات راهب غلبان البوابه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شـــــــات راهــــــــــــــــــــــــــــب غلبــــــــــــــــــــــــان يرحــــــــــــــــــب بــــــــــــــــــــــــكم


    إبراهيم ولوط

    avatar
    مارو الحزينه


    عدد المساهمات : 157
    تاريخ التسجيل : 25/04/2010

    إبراهيم ولوط Empty إبراهيم ولوط

    مُساهمة  مارو الحزينه الإثنين مايو 10, 2010 6:43 pm

    فقال أبرام للوط .. اعتزل
    عني. إن ذهبت شمالاً
    فأنا يميناً وإن يميناً فأنا شمالاً... فاختار لوط
    لنفسه كل دائرة
    الأردن... ونقل خيامه إلى سدوم (تك13: 8-12)

    أعطى أبرام للوط
    الحق أن يختار
    لنفسه أولاً، وترك لله أن يختار له. وهذه هي الحكمة
    النازلة من فوق، وهذا
    هو عمل الإيمان. والمؤمن دائماً يقنع بالنصيب الذي
    يقسمه له الله ويقول: « حبال وقعت لي في النُعماء فالميراث حسن عندي » فلا يهمه أين تقع « الحبال » لأنه
    بالإيمان يثق أنها دائماً تقع « في النعماء » لأن
    الله هو الذي يضعها هناك.

    وهكذا يستطيع رجل الإيمان أن يسمح لرجل
    العيان أن يختار لنفسه أولاً، وهنا
    إنكار الذات الصحيح والترفع الأدبي
    بمعناه الجميل. وطوبى لمن يتبع هذا
    المثال. فنصيب المؤمن مأمون ومضمون،
    لذلك لا يخاف من إعطاء حرية الاختيار
    للإنسان الطبيعي.

    وماذا
    اختار لوط لما فوَّض له أبرام أمر الاختيار لنفسه أولاً؟ اختار سدوم
    وهو
    المكان الذي كان الله مزمعاً أن يرسل نار غضبه إليه. ولماذا وقع
    اختياره
    على تلك الدائرة؟ ذلك لأنه حكم بالظواهر، ولم يمد بصره إلى
    المستقبل.
    فهو لم يتأمل في شر أهل سدوم الذين كانوا « خطاة لدى الرب جدا »
    ولا ذكر نهايتهم ودينونة الله التي كانت مُزمعة أن تقع عليهم « بنار وكبريت من السماء ».
    قد يقول البعض إن لوطاً لم يكن يعرف شيئاً
    من ذلك؛ فنقول ربما ولا أبرام
    أيضاً؛ ولكن الله كان يعلم، ولو كان لوط
    ترك لله أمر الاختيار ما كان
    ليختار له نصيباً في دائرة كان هو مزمعاً
    أن يهلكها، ولكن لوطاً لم يفعل
    ذلك، بل حكم لنفسه، فأعجبته سدوم وإن
    كانت لم تعجب الله. « ولوط
    ... نقل خيامه إلى سدوم
    ». وهذا هو
    اختيار الإنسان الطبيعي، ولهذا السبب عينه ترك لوط أبرام، ترك موضع الشهادة
    وسكن في مكان الدينونة.

    « وقال الرب لأبرام بعد اعتزال لوط عنه، ارفع عينيك ... لأن
    جميع الأرض التي أنت ترى لك أعطيها ولنسلك إلى الأبد
    ».
    فالخصام والانفصال لم يضيِّع على أبرام
    شيئاً من امتيازاته الروحية، بل
    بالحري صار فرصة لإبراز ما يضمره الله
    له من الخير، وكان سبب تقوية لنفسه
    في حياة الإيمان، وفضلاً عن ذلك فقد
    تخلَّص من رفقة واحد كان معطلاً له
    لأنه كان كثقل عليه. وهكذا تحول
    الخصام إلى خير أبرام ونال من ورائه بركة.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:08 pm